روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات نفسية | هل أنا.. غبية؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات نفسية > هل أنا.. غبية؟


  هل أنا.. غبية؟
     عدد مرات المشاهدة: 4373        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. بسم الله الرحمن الرحيم . لا اعرف كيف ابدأ مشكلتي أنا فتاه في المرحلة الجامعية عمري عشرين سنة غير متزوجه تخرجت من الثانوية العامه تخصص علمي بنسبة 87.73٪

بدأت مشكلتي منذ اكثر من ثلاث سنوات فالجميع في منزلي أخواتي وأمي ينادونني بالغبية في بداية الأمر لم اهتم لأنني كنت في المدرسة وانا متآكدة أنني لست غبية ..

لكن مع مرور الوقت والأيام تأثرت خاصة انني جلست سنة في المنزل بعدما تخرجت من الثانوية بسبب نقص في تسجيل البيانات للألتحاق بالجامعة ولم أكن أنا التي قامت بالتسجل على الموقع بل كانت اختي الكبرى وزوجة أخي لأنني لم أكن موجودة في المنزل في ذلك الوقت..

بدأت تأثر بي كلمتهم لي غير انهم يقولونها ويبدأوا بالضحك .. اصبحت احس بالقهر اتجاه تلك الكلمة.. أتسائل لما يقولون عني غبية وأنا لست كذلك أنا اعترف أن ليس لدي تركيز .. فأنا أركز على شيء أو هدف واحد ولا أبالي من الأشياء الأخرى ..

فعندما يقولوا لي إذهبي وأحضري تفاحه من الثلاجة اذهب وأرى التفاح فقط لا أهتم إن كان يوجد بجانب التفاح في الثلاجة برتقال او خوخ او خيار ولا أبالي حتى بالكمية ..

ذهبت لأحضر تفاحه فأنا أذهب لفعل ذلك فقط لا لفعل شيء آخر فيقولوا عني غبية لأني لا أبالي وكذلك لأنني أنسى أنا افعل ما يقال لي فقط لا أهتم بالأشياء الآخرى

 شيء آخر جاءت أختي مرة وقالت: "يقولون ان البيبسي يقتل الخلايا - أنا لا أشرب بيبسي مقاطعة له- فأحسست بالألم في داخلي اتجاه تلك الخلايا التي تقتل بغير سبب فقلت: مساكين أحس بأنني سأبكي عليهم

" أخذوا يضحكون وطبعا قالوا غبية .. أخبرت أختي زوجها فقال: "أحس بأن أختك -أنا- تدقق في أشياء تافهه" هي تافهة لديه لكنها عندي أشياء عظيمة.. أنا تخيلت الموقف ولد صغير كبر صار رجل ورزق بأولاد ثم مات

كبروا الأولاد ورزقوا بأولاد فماتوا "تجدد" لكن عندما آتي أنا وأقتل الولد فأنا قطعت النسل ..هذا في مخيلتي ولكني لا أعلم إن كانت المعلومة صحيحة ام لا..فيقولون عني غبية .

المشكلة لم تعد في أهلي فقط بدأت تتوسع إلى خارج منزلنا .. وهذا يسبب لي القلق و الخوف .. ولقد أثر هذا الشيء في دراستي فقبل ثلاث سنوات كنت اقف أمام المعلمة وأخبرها توقعاتي أما الآن لا ..

أخاف أن يقولوا عني غبية هذه الكلمة سببت لي أزمة نفسيه لا أستطيع القيام بأي شيء إلا وأفكر أن الناس ممكن أن يقولوا عني غبية .. لدرجة أن في الإمتحان أعرف الجواب بالكامل لكنني لست متأكدة أنه لهذا السؤال ..

فترددت في كتابته خوفا من أن المصححه لأوراق الإختبار تقول عني : هذه الطالبة غبية . فقمت ولم أكتبه وعندما راجعت أجوبتي وجدت الجواب الذي ترددت في كتابته صحيحا .. فأخذت أبكي.. لأنني خفت أن تقول عني غبية إن كان خطئاً وهو لم يكن خطئاً

أنا تعبت من هذه الكلمة غبية غبية غبية إلى متى ؟

اخرجت أختي قماشاً اشترته فعندما رأيته قلت لها انه شيفون قالت لي : ياغبية انه حرير طبيعي فقلت لها: لكنه شفاف . فأخذت تصرخ : يالغبية ما هذا الغباء انه حرير طبيعي طبيعي.

أنا سكت وهي آخذت تكمل : انها غبية  غباء غباء . وأنا كنت أنتظرها تسكت حتى أقول لها : بالعافية .. لكنها لم تسكت .. فلم أتحمل كلامها فصرخت في وجهها : بالعااااافية وبنبرت قهر . فأنا لا أعرف في الأقمشة وهو شيء جديد بالنسبة لي.

ويقال عني غبية لأنني أفكر في المستقبل .. فأنا أفكر فيه بشكل فضيع سواء في الدنيا أو حتى في الآخرة .. في الدنيا بعلامات الساعة والآخرة في الحساب والدخول للجنة أو النار

اللهم أرزقنا الجنة آمين وظلنا في يوم لا ظل إلا ظلك.هذه هي مشكلتي يقال لي غبية  أرجوكم اريد حلاً لمشكلتي فأنا متعبة نفسيا اتجاه هذا الموضوع لا تتركوني بلا حل واعذروني على الإطالة وجزاكم الله خير الجزاااء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم.. أختي الكريمة ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .

نرحب بك بداية في موقع المستشار ، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا في تقديم ما ينفعك من خلاله .

وأود أن أحيي فيك ثقتك بنفسك - رغم اعتقادك بزعزتها- ، فقد اعترضت في بداية رسالتك على وصفك بهذه الكلمة وقلت أنك لست كذلك ، بل وشخصت مشكلتك في عدم التركيز، وهذا أمر إيجابي آخر يحسب لك . فقد لمست في مضمون رسالتك أنك تتحلين بالقدرة على تقييم سلوكك وفكرك وتتبع آراء الآخرين نحوه دون أن تغيري ما تحمليه من قناعات وأفكار إن واجهت تعليقات مستفزة . ولهذا يا عزيزتي ، أتمنى عليك استثمار ذلك وكل ما تحمليه من إيجابيات وقدرات في تعزيز تلك الثقة ، ورفع مستوى تقديرك لذاتك ، فتغلقي بذلك الباب في نفسك أمام أي تسرب لتأثير تلك الكلمة فيها .

فأنت يا عزيزتي بامتلاكك تلك القناعة وتعزيزها في فكرك ، لن تجعلي في نفسك مكاناً لأي شك أو ارتباك في جميع أداءاتك وليس في الامتحانات فقط .

كما إنك ستجدين انعكاس ذلك على سلوكك العام وطريقة تعاملك مع من يصفك بالغبية ، فلن يجد أحدهم منك من الامتعاض الذي لا شك انه يظهر على ملامح وجهك ، وحينها سيكون تأثير ذلك عليه مهماً .

وفي نفس الوقت ، فإن أنصحك بتحري أسباب رفع مستوى تركيزك ، ليس لتجاوز انتقادات وتعليقات المحيطين فحسب ، بل لدعم قدراتك وإمكانياتك التي تتحلين بها ، وهو الأمر الأهم .

ويمكنك ذلك بالعزم على هذا الأمر ورفع دافعيتك نحوه ، ثم بالشروع بتطبيق تدريبات معينة لذلك تأخذ طابع الألغاز الفكرية والأسئلة الرياضية ، وابدئي بتطبيق البسيط منها ، ثم ارفعي مستوى تعقيدها شيئاً فشيئاً .

كما أنصحك ، بمفاتحة احد أفراد عائلتك ممن تجدين في نفسك ميلاً أكثر وثقة أكبر في حكمته وحسن تصرفه ، كأن تكون والدتك ، بأنك منزعجة من إطلاق هذا الوصف عليك من أفراد أسرتك رغم إن على يقين وثقة بأنك لست كذلك وأن وصفهم هذا لن يؤثر في نفسك أبداً ، لكن اعتراضك هو من باب طلب اللياقة والتعامل بالخلق السليم ، واسأليها التدخل معهم في ذلك بغية الحفاظ على علاقات سليمة في أسرتك .

وأختم بدعاء الله تعالى أن يصلح بالك وحالك ، وينفع بك ، وبانتظار أن نسمع منك طيب الأخبار مجدداً.

الكاتب: أ. شروق جواد الجبوري

المصدر: موقع المستشار